(وَما كانَ اللهُ
لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ) أي وما كانت حكمة الله ورحمته تقضى بإضاعة إيمانكم
الباعث لكم على اتباع الرسول في الصلاة وفي القبلة ، فلو كان تحويل القبلة مما
يضيع الإيمان بتفويت ثواب كان قبله لما حولها ، وفي هذا بشرى للمؤمنين المتبعين
للرسول بأن الله يجزيهم الجزاء الأوفى ، ولا يضيع أجرهم ولا ينقصهم منه شيئا.
ثم ذكر سبب ما
تقدم بقوله :
(إِنَّ اللهَ
بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) أي إن الله رءوف بعباده ، لأنه ذو الرحمة الواسعة ، فلا
يضيع عمل عامل منهم ، ولا يبتليهم بما يظهر صدق إيمانهم وإخلاصهم ليضيع عليهم هذا
الإيمان والإخلاص ، بل ليجزيهم أحسن الجزاء.
والخلاصة ـ إنه
لا يكتفى بدفع البلاء عنهم برأفته ، بل يعاملهم بعد ذلك بالرحمة الواسعة والإحسان
الشامل ، ويزيدهم من فضله.